تعد قرى اللطرون (عمواس ، يالو ، بيت نوبا ) من القرى الفلسطينية الجميلة والمتميزة بموقعها الاستراتيجي الأمر الذي جعلها محط أنظار الغزاة هذا بالإضافة إلى تمتعها بجمال مناطقها وروعة بساتينها وخصوبة تربتها وكثافة أشجارها بحيث أنها من القرى الفلسطينية التي تتميز بكثرة عدد السياح الوافدين إليها ، حيث أنها توفر مخزون مائي كبير .
تحتل قرى اللطرون موقعا استراتيجيا متميزا وذلك نظرا لموقعها وسط فلسطين على طريق حيفا – القدس وبالتالي فهي تعتبر بوابة القدس الغربية وطريق للتجارة الخارجية بالإضافة إلى تحكمها في الطريق التي تربط الساحل الفلسطيني ومدينة القدس .
تركت حرب عام 1948 وحرب عام 1967 آثارا مدمرة على الشعب الفلسطيني تمثلت في احتلال اسرائيل لمساحة واسعة من ارضه، وشتاته في بقاع عديدة واستمرار معاناته، حيث تمثل قصة قطاع قرى اللطرون نموذجا للسياسة الاسرائيلية التي تقوم على تدمير التجمعات العربية - القرى الثلاث: عمواس، يالو وبيت نوبا - واجبار سكانها على الرحيل منها تحت تهديد السلاح، ومن ثم تغيير معالم القرية أو البلدة العربية بهدف محوها من ذاكرة الاجيال.
أهمية قرى اللطرون
اكتسبت منطقة اللطرون أهمية خاصة وميزة عبر التاريخ ابتداء من العصر الروماني والبيزنطي والراشدي والأموي والعباسي والصليبي والأيوبي والمملوكي ومرورا بالعهد العثماني والانتداب البريطاني وانتهاء بالاحتلال الصهيوني ، وذلك للأسباب التالية:
1- تنبع أهمية هذه القرى من موقعها الاستراتيجي الذي يتوسط فلسطين ويربط بين الساحل والجبل، فهي تتحكم في الطرق الرئيسية بين الساحل الفلسطيني ومدينة القدس، حيث أن جميع الفاتحين والغزاة مروا من هذه البوابة (باب الواد)
2- قربها من مدينة القدس،واعتبارها خط الدفاع الأول عن المدينة،إضافة إلى أنها تمنح من يسيطر عليها ميزة عسكرية واستراتيجية في الوصول والتحكم بمدينة القدس، لذلك أطلق عليها اسم بوابة القدس الغربية.
3- كثرة الينابيع والمياه الجوفية فيها،مما جعلها محط أطماع الجميع عبر العصور،إضافة الى ميزات أخرى ترتبط بتوفر هذا المخزون المائي الكبير فيها .
4- اكتسابها طابعاً دينياً وتاريخياً وأثرياً وحضارياً ؛نتيجة دخول عدد من القادة العظام هذه القرى عبر العصور.
هدم بيوت أهالي قرى اللطرون
بموجب القرار الذي اتخذته إسرائيل في أعقاب الحرب عام 1967 م بحيث نص القرار على جعل منطقة قرى اللطرون منطقة عسكرية مغلقة وتأكيدا على هذا فقد اعترف إسحاق رابين رئيس أركان الجيش آنذاك بهذا القرار وعلى ضرورة تدمير المنطقة لتغير معالمها ومحوها من الذاكرة الفلسطينية ومن هنا بداية الحكاية والمأساة التي تعرض لها أهالي القرى الثلاث حيث دخل جنود الاحتلال القرية تلو الأخرى فكرسوا كل قواهم لإخراج أهالي القرى من بيوتهم تحت تهديد السلاح وقد قاموا بترحيلهم من أراضيهم حيث بقي الأهالي مشتتين في في المناطق القريبة مثل : صفا ،بيت عور التحتا ولفوقا ، بيت سيرا ، بيت لقبا ، رام الله ، البيرة ، ضواحي القدس ، والبعض منهم غادر إلى شرق الأردن والدول العربية والأجنبية .
26- 28 حزيران وحتى 29 / حزيران 1967 م هي الفترة التي تمت فيها عملية هدم بيوت أهالي قرى اللطرون حيث شاركت 9 جرا فات إسرائيلية في عملية الهدم وتم إغلاق المنطقة بحجة أسباب أمنية ، وهنا رأى شهود عيان أن جنود الاحتلال كانوا يقوموا بنهب وسلب محتويات البيوت من أموال ومصاغ ذهبية من البيوت والحوانيت .
تتالت الأيام حيث اصبحت القرى الثلاث منطقة معزولة كليا عن الضفة الغربية بعكس القرار الذي أصرت عليه السلطة الفلسطينية في بند مستقل لها على أن أراضي قرى اللطرون جزء لا يتجزأ من أراضي عام 1967 م ، بحيث أقاموا مختصبة تفي حورون فوق أراضي بيت نوبا وكذلك اصبحت قرية عمواس منتزه عام أما بالنسبة لأراضي قرية يالو فقد تم شق طريق سريع من وسط أراضي القرية .
مع تحيات : الاستاذ مصطفى دعمس
